20 سؤالًا: كيف يُلهمنا الأطفال كي نكتب لهم؟ | Bookstore, children books, encyclopedia and more | Bookynotes Blog blog

20 سؤالًا: كيف يُلهمنا الأطفال كي نكتب لهم؟

0 Comments /

بسمة الخطيب مؤلفة كتب الأطفال الحائزة على العديد من الجوائز الأدبية، وآخرها كتاب "حديقة منسية"، والتي قامت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر- التابعة لجامعة حمد بن خليفة، عضو في مؤسسة قطر- بنشر أعمالها، تجيب على 20 سؤالًا تدور في ذهن الشغوفين بعالم الكتابة والتأليف، ومن لديهم الفضول لاستكشاف المحطات التي يختبرها الكتَّاب في مسيرتهم، والقضايا التي يدافعون عنها من خلال الكتابة

 

ما الذي كان يثير اهتمامك، حين كنت في العاشرة من عمرك؟
في العاشرة، أردتُ أن أصير ممثلة. كنت أظن أن الممثل يؤلف نصه الخاص. ثم اكتشفت الشعر لاحقًا من خلال والدي. كنت أسمعه في غرفته يدندن كلمات مبهمة ولكنها إيقاعية، عرفت لاحقًا أنها التفعيلة، فقد كان يُنظم الشعر التقليدي متبعًا بُحور الشعر. حاولت تقليده، لكنني لم أفهم قواعد العروض، لذا وجدت نفسي أكتب النثر، وعثرت فيه على سعادة فريدة. لم أرغب في التوقف عن الكتابة منذ ذلك الوقت.
أي عالم كان يلهمك، وينمي فيكِ شغف الكتابة؟
ولدتُ في الحرب الأهلية اللبنانية، ولم يكن لدينا متسع للأنشطة الترفيهية أو الاجتماعية، لذا وجدت سعادتي مع الطبيعة، مع النباتات البرية، وحشرات الحديقة، وقصاصات الأقمشة المتبقية بعد أن تخيط أمّي ملابسنا، والمحاصيل التي كانت جدّتي تهتم بها، مثل الزيتون والزعتر وغيرها... جميع هذه الأمور كانت تقرّبني من الكتابة وتمدّني بالأفكار، لذلك بنيتُ عالمًا خاصًا بي؛ وكنت بانتظار الغد الذي توقعت منه أن يجلب السلام، فيتيح لي ملاحقة أحلامي ولقاء المؤلّفين والفنّانين الذين أحبّهم، ويسمح لي، في النهاية، بأن أكون واحدة منهم.

لا بد للكاتب أن يمتلك الشغف بالكتابة أولًا، ومن ثم يطوّر موهبته ويصقلها بالثقافة

كيف يصير المرء كاتبًا؟
لا أعرف على وجه الدقّة كيف، ليست هناك وصفة جاهزة، بل يحدث الأمر كالقدر. لكن ما أنا واثقة منه أنه لا بد للكاتب أن يمتلك الشغف بالكتابة أولًا، ومن ثم يطوّر موهبته ويصقلها بالثقافة. فالمطالعة وحدها لا تصنع كاتبًا، بل الانفتاح على الفنون والعلوم، إضافة إلى احترام مكانتنا في الكون.
ما مكانتنا في هذا الكون، وكيف نثبت انتماءنا إليه وبالتالي احترامه؟
مكانتنا في الكون، هي مكانة متواضعة بين الأشجار والكواكب والعناصر الكيميائية. نحن الحلقة الأضعف والأحدث عمرًا، وكلّ ما نبدعه اكتشفته الطبيعة قبلنا، نحن نقتبسه منها ونعيد صياغته فقط، لنثبت انتماءنا لهذا الكون بكل ما فيه من إبداع ، وليس لننهب ثرواته، لأن النتيجة التي حصدناها كارثية. يمكننا أن نرى تلك النتائج وكان آخرها الحرائق الهائلة بسبب الاحتباس الحراري، وعودة أوبئة منقرضة بأشكال مختلفة بسبب ذوبان الجليد وتحلّل جثث الحيوانات.

هل تذكرين أول عمل لكِ في مجال الكتابة للأطفال؟

أول عمل نشرته كانت قصصًا مصورة (كوميكس) في مجلة العربي الصغير الكويتية، وكانت تلك القصص مستوحاة من يومياتي في مهنة التعليم مع الأطفال في صف الروضة.

هل تعد الكتابة للأطفال أكثر تعقيدًا من الكتابة للبالغين؟
أجل، وتكمن الصعوبة في أن الكاتب البالغ قد ابتعد عن الطفل الذي كان عليه، وبالتالي حين يكتب للأطفال لا يراعي كيف يفكّرون ويتفاعلون مع العالم من حولهم. لذا فإن الوصفة السحرية أن يمارس الكتابة من خلال الطفل الذي يكمن بداخله ، وليس للطفل الذي يتوجّه إليه.

كنت من الجيل الأخير الذي اعتاد على حكايات الجدات في القرى. اليوم، أنا أحكي لأطفالي القصص الشعبية ذاتها، وقصص كليلة ودمنة، وروائع الأدب السردي العالمي

تتحول كل أم في فترة ما إلى روائية، تبتكر لأطفالها حكايات ما قبل النوم وترويها لهم. بصفتك كاتبة، ما الذي تروينه لأطفالك؟
رواية القصص تقليد يومي في حياة أطفالي مثلما كانت في حياتي من قبل، فقد كنت من الجيل الأخير الذي اعتاد على حكايات الجدات في القرى. اليوم، أنا أحكي لأطفالي القصص الشعبية ذاتها، وقصص كليلة ودمنة، وروائع الأدب السردي العالمي.

وأستلهمُ الأفكار من أطفالي، حين يطرحون أسئلة مذهلة عن الطيور والنجوم والشمس، وتتولّد من الإجابات قصصًا متعدِّدة الحبكات. وبعد أن تركت العمل في قناة "براعم"، وانقطع تواصلي مع الأطفال، كان أطفالي هم المحفّز لي لمواصلة الكتابة.

كيف تصفين علاقتك بقطر، وكيف ألهمك المكان للكتابة؟
انتقلت إلى قطر عام 2005، وحين غادرتها منذ عامين لأكون بالقرب من والديَّ المسنين، اكتشفت مدى تعلقي بها. وعلى الرغم من ابتعادي عن المكان، فقد أدركتُ أن قطر لن تغادرني أبدًا، فصحراؤها تسكنني وكذلك بحرها وبواديها وأشجار الياسمين الهندي التي تتفتّح أزهارها تحت القيظ كالمعجزة. أنا بطبعي أحبّ الصحاري وأجد تشابهًا بيني وبينها، عبر ميلي للعزلة والكفاح والمثابرة.

كيف حفَّزتك البيئة في المدينة التعليميةعلى الإبداع؟
ساهمت قطر في تكوين شخصيتي وبنية نصوصي أيضًا. وساعدني العمل في مؤسسة قطر والتي تقدّر العمل الإبداعي والمبتكرين، على تطوير مهاراتي وإطلاق العنان لقدراتي. ولولا مؤسسة قطر لما كان مسلسل "حكايات العم مصلح"، وكتاب "قنديل ألمى"، وكتاب "جاسم ودانة الأحلام"، وغيرها الكثير من الأفكار والأعمال، قد أبصر النور.

بفضل دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، لم أكتف بملاحقة شغفي ومشاريعي الشخصية، بل طوَّرت مهاراتي في التحرير الأدبي، وصقلت موهبتي وقدراتي، وشاركتها مع الآخرين

بسمة الخطيب

كيف أضافت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر إلى تجربتك، وكيف أسهمت في تطوير مهاراتك وتعزيز علاقاتك مع عالم التأليف والنشر؟
بعد أن أرهقني العمل في وسائل الإعلام، وتحوّل إلى عمل روتيني أفقدني شغفي، انتقلت إلى عالم النشر. كانت نقلة نوعية في مسيرتي المهنية وفي حياتي. وبفضل دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، لم أكتف بملاحقة شغفي ومشاريعي الشخصية، بل طوَّرت مهاراتي في التحرير الأدبي، وصقلت موهبتي وقدراتي، وشاركتها مع الآخرين.

 

تجيدين اللغات الفرنسية والانجليزية والاسبانية، ولكنك تفضلين الكتابة بالعربية، لماذا؟
حين يتعلق الأمر بالإبداع والأفكار، لا يمكن لأية لغة أن تسعفني، وتعبِّر عنّي، وتلهمني سوى العربية. ليس لأنها لغتي الأمّ، أو لأنني ولدت لأب متخصص في اللغة العربية، بل لأنني عشقتها وفُتنت بها. وأشعر بأني سأخذل لغتي العربية إن كتبت بلغة أخرى.


ما الدافع الحقيقي الذي يحفزك على الكتابة، في زمن يتعلق فيه أطفالنا بعالم الالكترونيات وألعاب الفيديو؟ وهل تؤمنين بضرورة الكفاح من أجل البقاء في عالم سريع ومتقلب ومادي؟
أنا أعمل مع آخرين يؤمنون بحاجتنا الإنسانية إلى أدب الأطفال، وحاجتنا إلى كتاب بديع وعالي الجودة، إلى جانب المحتوى الالكتروني. هذه الفكرة موجودة في غالبية أعمالي، وتحديدًا في "كتاب "حديقة منسية". وتتضمن كتاباتي أيضًا فكرة تشجيع أطفالنا على مواكبتنا لنعيد معًا اكتشاف المعاني الإنسانية التي نسيناها ونحن نكبر.

"كتاب "حديقة منسية" الصادر عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر هذا العام، والذي نال جوائز دولية، يعزز مفهوم الاستدامة لدى الأطفال، كيف تمكنتِ من إيصال هذه الفكرة للطفل؟
يتحدث الكتاب عن مساهمة الأطفال في تشكيل ملامح المدن وبناء روحها. وتظهر مساهماتهم عبر أماكن لعبهم وزوايا لقاءاتهم وتقاطع أحلامهم. كل يوم أرى الشوارع والأحياء تزداد اكتظاظًا. لذلك سألت نفسي في زحمة يوم عادي، ماذا سيحصل إن ترعرع الأطفال غير مبالين ببيئتهم ومحيطهم؟ ألن تزداد الهوّة بيننا وبين المساحات الخضراء وساحات اللعب؟ بدأت أتخيل أن هذه الأماكن قد صارت منسية، وتنتظر منا أن نتذكرها. وهذا ما ألهمني لكتابة القصة. 

عندما أختم رواية أو قصة، أشعر بنفحة من النصر

بسمة الخطيب

ما الذي تحتاجه الطبيعة منا؟
علينا احترام المنظومة البيئية الذي سبقنا بملايين السنين. إنه احترام يشبه احترام الطفل لأبويه وأجداده. نحن بحاجة إلى تقدير هذا النظام والاستمتاع بمزاياه. إيقاع الحياة العصرية يفرض علينا الهرولة والانشغال، ولكن أضعف الإيمان أن نحسن إدارة وقتنا ونخصص قسمًا منه لتعزيز العلاقة بيننا وبين بيئتنا.

وكيف يتعلم الأطفال أهمية الحفاظ على البيئة، من خلال كتابك؟
هذه فكرة جوهرية يحملها كتاب "حديقة منسية"، فهو لا يقدم درسًا مباشرًا، بل يدعو الأطفال للتفكير في العالم من حولهم، وإلى مسح الغبار عن الظل الذي يحجب المساحات الجميلة، والبحث عن حديقة منسية في مدينتهم، وبناء علاقات قوية مع الطبيعة، بما فيها من شجر ونباتات وطيور وغيرها.

كيف يمكننا الاستمتاع بالأشياء البسيطة من حولنا، التي غالبًا ما نهملها ونتجاهل وجودها؟
الجميع مدعو للمشاركة في اكتشاف ما هو مهمل ومنسي. الأطفال ليسوا متلقين سلبيين يمكننا أن نتحكم بهم، بل هم جزء فاعل من عملية التنمية التي يجب على المجتمع أن يتبناها لإنقاذ الكوكب. يمكننا مساعدتهم على القيام بهذا الدور عبر منحهم ثقتنا، والايمان بخيالهم وذكائهم وتفاعلهم مع الطبيعة.

كمؤلفة مهتمة بقضايا البيئة، كيف تنظرين إلى رؤية قطر الوطنية 2030، التي تعد الاستدامة من أبرز ركائزها؟
حين أدركت المساحة الكبيرة التي خصصتها هذه الخطة للتنمية المستدامة وللعلاقة بالطبيعة وحماية البيئة وترشيد استهلاك الثروات الطبيعية، شعرت بالأمان، وسط عواصف الاضطراب والقلق التي تهبّ على مصير الأرض ومستقبل الأجيال القادمة.

أمامنا الكثير من العمل، وأظن أن أدب الأطفال وقطاع النشر ونخبة المؤلفين والمبدعين يؤدون دورًا مهمًا في تنفيذ هذه الخطَّة

 

هل الكتابة بالنسبة لك مصدر سعادة أم تعب؟

أنا أكتب بدافع الشغف، دون تخطيط أو تنظيم. وتؤثر مسؤوليات الحياة الكثيرة على وقت الكتابة دون أدنى شك. وقد أمضي شهورًا أحيانًا من دون أن أكتب جملة واحدة، ولكن حين تلحّ الجملة علَّي فإنّها تخرج متحدِّية الظروف، وتتدفق الكلمات دون توقف. يبدو أن الالهام والشغف يتخطيان حسابات الزمن العادية.

لو أبدت ابنتك ميلًا للكتابة، ما النصائح الثلاث التي ستقدمينها لها؟
سأخبرها أن عليها أن تقرأ كثيرًا وأن تتبع عفويتها وصدقها وأحاسيسها. وألا تكتب من أجل القراء أو المستثمرين. وأن تكتب لتستمتع بالكتابة.

كيف تصفين شعورك مع تدوين آخر عبارة من كتابك؟
عندما أختم رواية أو قصة، أشعر بنفحة من النصر. أحيانًا أرفع يدي عاليًا مثل قائد الأوركسترا حين ينهي سيمفونيته الناجحة، أو مثل رسام أنهى لوحته مع آخر ضربة من ريشته..

نبذة عن الكاتبة:
بسمة الخطيب كاتبة لبنانية تعيش حاليًا في إسبانيا، حائزة على إجازة في الإعلام وبكالوريا تربوية قسم طفولة مبكرة. عملت في الصحافة التلفزيونية والإذاعية والمكتوبة، بين صحيفة الحياة اللندنية وبي بي سي عربي وتلفزيون براعم. صدرت لها كتب عدة عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، مثل: "جاسم ودانة الأحلام"، "سلسلة أسرتي الذكية"، "أغاني الحروف"، "قنديل ألمى" الذي نال جائزة الكتاب العالمي، وجائزة اليعسوب البنفسجي لكتب الأطفال.

 

Sample Block Quote

Nam tempus turpis at metus scelerisque placerat nulla deumantos sollicitudin delos felis. Pellentesque diam dolor an elementum et lobortis at mollis ut risus. Curabitur semper sagittis mino de condimentum.

Sample Paragraph Text

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Morbi ut blandit risus. Donec mollis nec tellus et rutrum. Orci varius natoque de penatibus et magnis dis parturient montes, nascetur ridiculus mus. Ut consequat quam a purus faucibus scelerisque. Mauris ac dui ante. Pellentesque congue porttitor tempus. Donec sodales dapibus urna sed dictum.

Leave a comment

All blog comments are checked prior to publishing
You have successfully subscribed!
English